اليوم تبدأ نشاطات إحياء "يوم الأرض". لطالما فكرت في أنّ هذا اليوم صار يومًا خاصًا في تاريخ شعبنا لأنه حصد قتلى فيه، ولو لم يقع قتلى في هذا اليوم قبل 32 سنة لما كان سيذكره أحد، مثلما حدث ويحدث مع جميع أيام المناوشات بين العرب والسلطة هنا.
نحن نحيي إذًا ذكرى القتلى الذين سقطوا في معركة حماية الأرض، ولا نحيي ذكرى الأرض نفسها، فالأرض بقيت ولم تمت. ومن لا يموت لا يستحق يومًا للذكرى، ولولا هذه البديهية الساطعة لطالب كل شخص بيوم ذكرى خاص به، من دون أن يتكلف حتى عناء أن يُصاب أو حتى يُضرب بيد شرطي في مظاهرة ما.
ولكننا نسينا القتلى وتذكرنا الأرض. هل نحن شعب ينسى قتلاه؟ لا أعتقد، ولكنني أعتقد أننا نحب الأرض أكثر مما نرغب في إحياء ذكرى قتلانا. هل هذا سيء؟ ليس بالضرورة، ما دمنا نعي الحقيقة البديهية: الإنسان أهم من الأرض، وما زلنا نهزأ من أبناء عمومتنا الصهاينة ونعيب عليهم مقولة طرومبلدور التي تبنوها: "جيد أن نموت من أجل بلادنا". مقولة كهذه تذكرني بالشعار المبتذل الذي كان يطلقه الراحل ياسر عرفات كلما انزنق: عالقدس رايحين، شهداء بالملايين!
من ناحيتي فلتحترق القدس بما فيها، ولا يُقتلن شخص واحد. الله لن يرضى بأن يستشهد الملايين من أجل قبة الصخرة أو جبل الهيكل. إسألوه في صلواتكم لن يقبل. تمامًا كما أنه لا يقبل الآن إحياءنا لذكرى يوم الأرض، بدلا من إحياء ذكرى قتلى يوم الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق